تدور
الأسطورة حول الحب الممنوع في الشرق وكيف تحول التوت الثلجي الى أحمر قاني كلون
الدم. انها مأساة الحب والتضحية.
في
بابل العظيمة، مدينة الملكة سميراميس (شمورامات) عاش شاب اسمه بيرم، وهو من أجمل
فتيان الشرق وصبية اسمها(تسبين) من ألطف بناته.
سكنا
في بيتين متلاصقين يفصل بينهما جدار مشترك, ترعرعا جنباً إلى جنب ومع نموهما كان
ينمو في قلبيهما حب عاصف أقوى من أي عائق كانا
يتوقان إلى الزواج لكن تقاليد الأهل والخلافات لا تسمح, وكلما حاولا إخماد حبهما
تأججت ناره في الجدار المشترك اكتشف العاشقان
شقاً لم يلاحظه أحد من قبل وكان العشاق لا يفوتهم شيء. اتفقا ذات ليلة على التسلل
والهرب خارج المدينة إلى البرية حيث
يجدان الحرية من المجتمع وتقاليده وتواعدا على اللقاء عند قبر ملك نينوى . وكانت
تظلل القبر توتة وارفة الظلال تبرز من بين أوراقها
الخضر ثمار بيضاء كالثلج ويتدفق من تحتها “ فوار “ ماء عذب . تلمست تسبين طريق
الهرب إلى قبر فينوس وشجرة التوت حيث
يكون اللقاء . لم تجد بيرم في انتظارها ، لقد تأخر ، قلقت ، شدد الحب من عزيمتها
فتشجعت وانتظرت وحدها في سكون الليل.
وفجأة
لمحت من بعيد لبوة تخرج من الغابة تهرول نحو النبع لتروي ظمأها بعد أن افترست وملأ
الدم شدقيها. هربت تسبين قبل أن تراها اللبوة
، ركضت لكن النسيم أسقط منديلها ولم تأبه لالتقاطه ، مرت اللبوة بالمنديل فمزقته
بفمها المدمي ثم شربت وقفلت إلى عرينها حضر
بيرم ولم يجد سوى المنديل الملطخ بالدم وآثار خطى اللبوة في الغبار فتطلع حوله
وإذا هي تدخل الغابة . كان المشهد واضحاً وفظيعاً
وخلاصته واضحة بالنسبة له فهو المسؤول عن موت حبيبته.
صاح:
أنا من قتلك, لملم المنديل وقبله ثم هرول نحو شجرة التوت وخاطبها قائلاً:انك الآن
ستشربين دمي. واستل سيفه وغرزه بين أضلاعه ففار دمه بعيداً ولطخ الثمار البيضاء
فاصطبغت بالأحمر القاني ثم هو يتخبط بدمائه. كان حب تسبين أشد من الخوف فعادت
واتجهت نحو الشجرة فوق القبر، كانت الشجرة في مكانها لكن شيئاً قد تغير.
لم
تعد ترى الثمار البيضاء وقد كانت هناك قبل وقت قصير. سمعت أنيناً فارتعدت. رجعت
إلى الوراء خافت، حدقت تحت ضوء القمر. أنه بيرم في بركة من دمائه. ركضت إليه
وطوقته بذراعيها. لقد كان جلده بارداً مبللاً بالعرق قبلت شفتيه الباردتين ورجته
أن ينظر مرة واحدة إليها قالت أنا تسبين كلمني أتوسل إليك. وعند سماع اسمها فتح
عينيه الثقيلتين ورمقها بنظرة الوداع الأخير. كان سيفه ساقطاً بجانبه ومنديلها
الممزق ما يزال عالقاً في قبضته ففهمت بدقة دون كلام: أنت قتلت نفسك بسبب حبك لي
وما كان شيء ليفصل بيننا سوى الموت وأما
الآن فحتى الموت لن يفرق بيننا، وأغمدت السيف في أحشائها وهو لا يزال مبللاً بدم
حبيبها المتجمد. رأت الآلهة المأساة وأشفقت على
نهايتها المفجعة. كذلك ندم الأهل وبقيت ثمار التوت الحمراء تذكاراً أبدياً لحبهما
العاصف تعود كل عام. وفي زجاجة واحدة وضع رمادهما
، وهكذا لم يفرقهما شيء حتى ولا الموت.
انتهت الأسطورة
وثقت
الاسطورة بواسطة الشاعر الروماني اوفيديوس (٤٣ ق.م-١٨م)ويعتقد الكثير من الباحثين
أن شكسبير استمد مادته القصصية
لـ"روميو وجولييت"من قصة بيرم وتسبين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق