تعد هذه الاسطورة من أهم ان لم
تكن الاهم في الميثولوجيا الغربية على الاطلاق. وهي ترمز لمضامين ودلالات هائلة حيث
كان الاغريق يعتقدون بوجود عائلتين من الآلهة هما عائلة الآلهة الأوليمبية التي
كان كبيرها زيوس والعائلة التي كانت قبلها وهي عائلة الجبابرة.
كان التيتان جميعا محكومين من قبل زيوس وعائلته
بعد حرب انتصر فيها زيوس وأقاربه على التيتان. كلف زيوس اثنين من التيتان هما
بروميثيوس و أخوه ابيمثيوس بخلق البشر وتزويدهم وجميع حيوانات الأرض بمتطلبات الحياة التي تمكنهم من البقاء.
وقام ابيميثيوس بتزويد الحيوانات بالقوة والشجاعة والسرعة والتحمل وغيرها من وسائل
الحماية.
وعندما وصل لخلق الانسان اكن قد
استنفد كل موارده بسبب تهوره, فاستعان بأخيه بروميثيوس(معنى بروميثيوس:بعيد بعيد
النظر ويملك المقدرة على التنبؤ بالمستقبل)
كان بروميثيوس قد انضم الى زيوس عندما تنبأ بهزيمة التيتان فقربه زيوس وجعله
مستشاره.
أشفق بروميثيوس على البشر. بل هام حباً بالبشر أكثر مما توقع زيوس الذي لم يشارك بروميثيوس ذلك الحب. أعطى بروميثيوس البشر القدرة على
المشي منتصبين كالالهة وأعطاهم فنون العمارة و البناء، النجارة، استخراج المعادن علم الفلك، تحديد الفصول، الأرقام
و الحروف الهجائية ، كما علمهم استئناس الحيوانات والأبحار بالسفن وموهبة التداوي
و الشفاء. ثم قام بروميثيوس بعمل في منتهى
الجرأة حيث قام بسرقة النار التي تعني النور والمعرفة والدفء قام بسرقتها من
الآلهة وإعطائها للبشر فقاموا بتعلم الطهي وشواء اللحوم
النيئة فتصاعدت رائحة الأكل للسماء فعلم زيوس مما زاد في سخطه عليه أكثر. قدم
بروميثيوس المشهور بالدهاء و المكر قربانين
الى زيوس و آلهة الأوليمب دليل على الولاء, وذلك بأن يقاسم البشر
لحومهم الشهية مقابل أن يسمح لهم
بالاحتفاظ بالنار.
كان أحد القربانين عبارة عن قطع من اللحم الطازجة مخبأة داخل
أمعاء ثور (شئ طاهر مغذى
فى صورة كريهة) والقربان الآخرعبارة عن عظام ثور ملفوفة فى دهن و شحم براق(شئ خبيث
فى صورة مبهرة). خدع زيوس و أختار القربان الثانى للآلهة و
بذلك استطاع البشر الاحتفاظ باللحم لهم وحرق العظام بعد كسيها بالدهن كقربان
للآلهة.
غضب زيوس لذلك غضباً شديداً أهتز له جبل
الأوليمب وقرر عقاب بروميثيوس فأمر هيفاستوس أن يصنع سلاسل قويه حتى يقيد بها
بروميثيوس على صخرة فى جبال القوقاز. وكان كل
صباح يأتيه نسر عملاق يدعى اثون ينهش كبده، الذي يعود لينمو من جديد فى المساء
ليستمر عقاب بروميثيوس الأبدي.
كان بروميثيوس
بدهائه يعلم أنه سيأتي أحد الأبطال من أبناء الآلهة و يخلصه من عذابه. وأنه سيأتي
من نسل زيوس من يقتله و يتولى الحكم من بعده ، لتكون نهاية زيوس المتجبر. عرض زيوس
على بروميثيوس حريته مقابل اخباره بالنبوءة التي تتعلق بأقصائه عن العرش ولكنه
رفض. فقرر زيوس معاقبة البشر بهبة تدمر هبات برومييثيوس فكانت المرأة الحسناء التي
سميت باندورا.
أرسل زيوس باندورا الى ابيمثيوس
شقيق بروميثيوس حاملة صندوق مغلق مكتوب عليه "لا تفتحه". كان ابيميثيوس
حكيماً و لم يكن ليقبل هدية من الأوليمب خاصة من زيوس ولكن ما أن رأى باندورا حتى
خلبت لبه (خق عليها وراح بطيخه) فتزوجها. مع رفضه فتح الصندوق ألحت عليه زوجته
الحسناء أخذت المسكينة تدور حول نفسها في
ذعر محاولة اغلاق الصندوق ولكن بعد فوات الأوان. ملأت الشرور العالم وتحولت جنة
الارض الى جحيم ولم يبق من الأرواح حبيساً في
الصندوق الا الأمل. ولذلك بقي الأمل فى قلوب البشر ليخفف عنهم الشرور والآثام التى
تحيط بهم.
بعد ثلاث عشر جيلاً، أتى البطل
هرقل ابن زيوس متسلقاً الجبل، وقتل النسر وحرر بروميثيوس. سأل هرقل بروميثيوس عن
وسيلة استرداد حريته قال بروميثيوس أنه يجب أن يحل محله أحد الخالدين وهو شيرون
الحكيم(أخ لزيوس) كان مصاب بجرح لا شفاء منه لدرجة أنه تمنى الموت.
وعندما عرض عليه هرقل الأمر وافق.
انزعج زيوس لرؤية بروميثيوس يفلت من عقاب تلو الأخر، فقرر اغراق البشر جميعاً و
اهلاكهم بطوفان تنبأ بروميثيوس الحكيم بالطوفان وحذر البشر الطاهرين وهم ديكاليون
وزوجته بيرها وابنة أخيه ابيمثيوس و باندورا. بعد انتهاء الطوفان ونجاة ديكاليون و
بيرها زوجته على جبل برناسوس أحسا بالوحشة والوحدة فذهبا الى العرافة ثيميس
فأمرتهما بأن يلقيا حجراً خلفهما.
فألقى ديكاليون حجراً تولد منها
الرجال وبيرها تولد من حجرها النساء. أنجب ديكاليون و بيرها ولداً اسمياه هيلين و
الذى نسب
إليه اليونانيين (الهيلانيين).في
النهاية رضي زيوس أن يمنح بروميثيوس حريته ولكنه أراد أن يحمل بروميثيوس دائماً
ذكرى عقابه فأمره بصنع خاتم حديدي من السلاسل
التي كان مقيداً بها. ومن ذلك اليوم والبشر يصنعون الخواتم احتفالاً ببروميثيوس
وتقديراً لصنيعه.
انتهت أسطورة بروميثيوس العجيبة
والتي تتشابه كثيراً مع قصة آدم عليه السلام في تراثنا الاسلامي فهل جاءت قصته من
الاغريق؟
أم أن القصة حقيقية ولكن تخللتها
الخرافة فصححها لنا القرآن الكريم؟!! الله سبحانه أعلم والى اللقاء مع أسطورة
أخرى.
ايها الحكيم برميثيوس لماذا تركتنا في عتمة الظلام؟؟ نفتقدك كثيرا ايها الحكيم
ردحذف:(
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفايها الرب الخالق الحكيم برموثيوس لص النار و النور والمعرفة والعلم والهامات الابداع والفن أيها الماكر الشجاع يا مخادع الآلهة برميثيوس لماذا سحرتك وفتنتك بجمالهاوصندوقهاالعجيب مولاتنا باندورة عليها السلام وسرقت قلبك وصار حبها في قلبك عذاب ونار يا حبيبي نار فتركتنا يا حبيب البشر في عتمة الشر و الظلام؟؟ نفتقد الهامك وحيلك وعلمك كثيرا ايها الحكيم. نحتاج لحبك وعطفك وشفقتك
ردحذف