الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

سلسلة ملخصات الكتب: ;كتاب #3: . ثروة الأمم, آدم سميث.


ثروة الامم, آدم سميث:

بعد شهران من الأثر الفعال لكتاب الادراك العام  لمؤلفه توماس بين على الثورة الامريكية خرج كتاب آخر هو على
النقيض من الادراك العام حيث أنه صدر في مجلدين ضخمين يتساءل فيهما المؤلف عن اسباب ثروات الامم.

صدر الكتاب في لندن ولكنه لم ينل الضجة الكافية مثل الادراك العام, وهذا طبيعي حيث أن الكتب الثورية قصيرة وملهمة وملهبة لمشاعر الجماهير أما الكتب العميقة والمتخصصة تضل موجهة لنخبة من المتخصصين. أيضاً لم يظهر الاثر الفعلي لهذين المجلدين الا بعد قرن من الثورة الامريكية ووفاة المؤلف نفسه.
كان ادم سميث اسكتلندي الاصل ولد عام 1737. كان يكرر مقولة استاذه هتشسون:
"السعادة العظمى للعدد الاعظم".

 لقد تدرج سميث اكاديمياً حتى أصبح محاضراً (يعني ليس عبقري ولكن مكافح اشتغل على نفسه) وازدادت شهرته عندما نشر كتابه: نظرية العواطف الاخلاقية. والذي يعتبره النقاد أفضل من كتاب: ثروة الامم. أخذ سميث وقتاً
طويلاً ليكتب ثروة الامم كما ناقشه مع بنيامين فرانكلين, وتمت طباعته عام 1776.

كان عطف سميث على العمال واضحاً اذ أخذ في تشريح علاقة العمال بالتجار وكيف تعمل النقابات.. الخ.
وكان يرى أن المجتمع الذي يتمتع عماله بدخل مرتفع تزداد لديهم القابلية للإنتاج. ويشرح باحترافية لماذا يدعي التجار ان رفع الاجور يرفع من قيمة السلع بينما في الحقيقة أنهم يرفعون السلع لأنهم يريدون المحافظة على نفس نسب الارباح. "مثل تجار الاراضي في السعودية" .

ولشدة حرص سميث على العمال والطبقة الوسطى, اتهمه راسكن بنصف الذكاء ونصف التربية وبأنه سينال غضب الرب لحسده لجاره.
شدد سميث على ضرورة تقسيم العمال باحتراف لزيادة الانتاج, وأشار الى ان كل صاحب حرفة يخدم المجتمع ببراعته لأنه سيستفيد من هذه البراعة بالمردود المادي, لذا فإن المجتمع قائم على مصالح مشتركة. أما ما أثار حنق كبار الاقتصاديون عليه هو قوله:
بأن العمل وحده لا تتغير قيمته, وهو المقياس الوحيد لقيمة السلعة أما النقود فثمنه الاسمي فقط.

وقال: بأنه لا يوجد عدل في المساومة بين العمال والتجار, وأن تقليل الاجور لن يزيد الانتاج ابداً. كما اتهم السلطة بأنها تملك القوانين وبالتالي لا يوجد مساومة شريفة. فالقانون لا يحرم اتحادات التجار بينما يقوم بتحريم اتحادات العمال. كما انتقد قانون التلمذة الصناعية الاجرامي وقانون الاقامة ايضاً. ومن الغرائب أن سميث تنبأ بنظريات مالثوس بأكثر من 20عام.

أما أهم نقطة من وجهة نظري وكما فهمتها, قوله: بأن هناك نسبة وتناسب, بمعنى ان القوى غير منتجة مثل الجيش في وقت السلم والحرب فإنها تعيش على ما ينتجه آخرون, وزيادة أعداد غير المنتجين سيقصم ظهر العمال المنتجين. ("خصوصاً كما أرى: الدول غير الصناعية ").
 كما يرى سميث: ان اكتشاف طريق الرجاء الصالح وقارة امريكا, أعظم اكتشافين سجلهما تاريخ البشرية. كما تنبأ سميث بإمبراطورية أمريكية لم يرى العالم مثلها.

في النهاية لا يستحق آدم سميث أقل من أن يطلق عليه: أبو علم الاقتصاد الحديث.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق