الأحد، 30 نوفمبر 2014

نظريات التعلم

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد أن رأيت مآسي التعليم في الوطن العربي, وجهل الشعوب بأبجديات عصب حياتهم "التعليم", وحتى تستنير هذه الشعوب آثرت أن أنشر مبادئ التعليم ومفاهيمه الأساسية, وهي مفاهيم معروفة في الوسط العلمي ولا تحتاج توثيق.
تعتمد عملية التعليم في كل دولة على النظرية التعليمية, وهي نظريات كبيرة تطورت وتبلورت نتيجة التطور السياسي والاقتصادي للأمم مما ترتب عليه أن يصوغ مجتمعات منتجة تدار بفاعلية من الحكومات, فكانت كل حكومة تضع النظرية التي تناسب طموحات السياسيين أياً كانت توجهاتهم والايديولوجيا التي يحكمون بها أوطانهم.
تتلخص نظريات التعلم في سبع نظريات كالتالي:
1. نظرية الإشراط الكلاسيكي.
2. نموذج التعلم بالمحاولة والخطأ.
3. نظرية التعلم الإجرائي.
4. نظرية التعلم الاجتماعي.
5. نظرية الجشطلت.
6. نموذج معالجة المعلومات.
7. نظرية بياجي.

شرح النظريات:

أولاً. نظرية الإشراط الكلاسيكي:
 وتعرف أيضاً ب: الاشراط: الانعكاسي، التعلم الإستجابي ، البافلوفي نسبة للعالم الروسي إيڤان باڤلوڤ الذي بلور أفكارها كما ساهم الامريكي جون واتسون في تطويرها من خلال ابحاثه على الحيوانات والافراد وتقوم على (المؤثر والاستجابة. يؤخذ عليها ان مدى تفسيرها ضيق جداً وتعجز عن تفسير العديد من المظاهر السلوكية كالإجراءات التي تنبع من الفرد.

ثانياً. نموذج التعلم بالمحاولة والخطأ:
وتصنف ضمن النظريات السلوكية الترابطية, وتعرف كذلك : بالتعلم بالاختيار والربط. طور أفكارها عالم النفس الامريكي ادوارد ثورندايك (1874-1949), وينطلق هذا النموذج من مبدأ المحاولة والتجربة, أي أن الارتباطات بين الاستجابات والمثيرات تتشكل اعتماداً على خبرات الفرد بنتائج المحاولات السلوكية التي يقوم بها حيال المواقف المثيرة التي يواجهها ويتفاعل معها, بحيث يتعلم الاستجابة المناسبة من خلال المحاولة والخطأ. انطلق ثورندايك من تجارب المتاهات والأقفاص خصوصاً تجربة القط الجائع في قفص يحتوي على رافعة تمكنه من الخروج لأكل السمك.
بعد عدة محاولات عشوائية استطاع القط (بالمحاولة الخطأ) أن يتخلى عن الاستجابة الخاطئة ويحتفظ فقط بالمناسبة في الاخير. لم يعترض ثورندايك على قوانين نظرية الاشراط الكلاسيكي إلا أنه يرى أن تفسير الارتباطات بين المؤثرات والاستجابات وفق هذا المبدأ غير كافٍ, وصاغ مبادئ تفسير عملية التعلم:
1. تشكيل الارتباطات يتم وفق مبدأ المحاولة والخطأ. 2. قانون الأثر: هو نتاج السلوك أو المحاولة تجاه موقف مثير يواجهه الكائن. وهو تغذية لهذه المحاولة, بمعنى أنه اذا فشلت نتج عنها انزعاج أو العكس بحيث اذا نجحت ينتج الرضى. 3. قانون المران أو التدريب. 4. قانون الاستعداد: ويرى ثورندايك أن الاستعداد مهم لعملية التعلم بشرط سلامة التوصيلات العصبية وعدم وجود عوائق. 5. قانون انتشار الأثر: أي على الاستجابات الاخرى التي تقترب منها.

ثالثاً. نظرية التعلم الاجرائي (أو الراديكالية السلوكية):
من منظريها: بروس سكاينيير (1904-1990). -درس سلوك الفئران والحمام. انطلق من تفسيره لعملية التعلم من قانون الأثر في نظرية ثورندايك لكنه اعترض على مفهومي الرضا وعدم الرضا, واستعاض عنهما بمفهومي التعزيز والعقاب. وبالتالي عوض ارتباطات ثورندايك المحاولة والخطأ بالاستجابات التعزيزية أو العقاب. 1. التعزيز:يعرف على أنه حدث سار يتبع سلوكاً ما بحيث يعمل على تقوية احتمال تكراره في مرات لاحقة. -المعززات الخارجية: مادية-اجتماعية-رمزية. -المعززات الداخلية: حالة الاشباع والرضى وتحقيق 2. العقاب: وهو اجراء مؤلم أو مثير غير مرغوب فيه يتبع سلوكاً ما بحيث يعمل على إضعاف احتمالية تكراره. المثيرات العقابية الخارجية: مادية-اجتماعية-رمزية. المثيرات العقابية الداخلية: تتمثل في الشعور بالألم والندم.

رابعاً. نظرية التعلم الاجتماعي:
وتعرف بالتعلم بالملاحظة والتقليد أو التعلم بالنمذجة. طورها البرت باندورا و والترز عام 1963, ويؤكدان فيها على مبدأ الحتمية التبادلية في عملية التعلم من حيث التفاعل بين 3 مكونات رئيسية:
السلوك, المحددات المرتبطة بالشخص والمحددات البيئية.
وتنطلق هذه النظرية من افتراض رئيسي مفاده أن الانسان كائن اجتماعي يعيش ضمن مجموعات من الافراد يتفاعل معها ويؤثر فيهم ويتأثر بهم, وبالتالي فهو يلاحظ سلوكيات الآخرين فيتعلمها ويقلدها لأنها بمثابة نماذج يقتدي بها.
ولكنها لا تتم بشكل اوتوماتيكي بل تعتمد على نحو انتقائي وتتأثر بالعديد من العمليات المعرفية لدى الملاحظ مثل الاستدلال والتوقع والقصد والادراك.. الخ.
ونواتج التعلم فيها هي:
1. تعلم أنماط سلوكية جديدة (الاطفال خصوصاً).
2. كف وتحرير السلوك.
3. تسهيل ظهور سلوك.
عوامل التعلم الاجتماعي:
-          الانتباه والاهتمام.
-          الاحتفاظ.
-          الانتاج.
-          الدافعية.

خامسأ. نظرية الجشطلت:
ظهرت في القرن٢٠ في ألمانيا على يد العالم ويرثمر ماكس وساهم فيها كوهلر، كوفكا وليوين. وهي النظريات النظريات المعرفية التي عارضت السلوكية والمدرسة البنائية من حيث دعوتهما الى تحليل الظاهرة النفسية الى مكوناتها الأولية. والجشطلت كلمة المانية تعني الكل أو الشكل أو النمط المنظم الذي يتعالى على مجموع الاجزاء. أي بمثابة كل مترابط الاجزاء على نحو منظم ومتسق. ويمتاز هذا الترابط بالديناميكية بحيث أن كل جزء فيه له دوره الخاص ومكانته ووظيفته التي يفرضها عليه هذا الكل. افتراضات النظرية حول التعلم:
١. يتم التعلم من خلال الاستبصار (التجربة) كوهلر.
٢.يتم التعلم على الادراك: اذا كانت العلاقات القائمة بين عناصر الموقف واضحة فإن التعلم يحدث بسرعة.
٣.ينطوي التعلم على اعادة التنظيم: اي تنظيم عناصر الموقف من حالة غير واضحة الى وضع جديد تكون العلاقات القائمة بين عناصره ذات معنى بالنسبة للفرد.
٤. ينطوي التعلم على ادراك البنيةالداخليةلما يتم تعلمه.
٥.يُعنى التعلم بالوسائل والنتائج.
٦. التعلم القائم على الاستبصاريجنب الوقوع في الخطأ.
٧. الفهم والاستبصار يسمحان بإنتقال أثر التعلم.
٨. التعلم بالاستبصار هو مكافأة بحد ذاته للمتعلم.

سادساً. نموذج معالجة المعلومات:
أهم منظريها شيفرين و أتكينسون عام 1971. ظهر هذا الاتجاه في أواخر الخمسينات من القرن 20 مستفيداً من التطورات التي حدثت في مجال هندسة الاتصالات و الحاسوب.
فقد عمد أصحاب هذا الاتجاه إلى تفسير ما يحدث داخل نظام معالجة المعلومات لدى الإنسان على نحو مناظر لما يحدث في أجهزة الاتصالات من حيث عمليات تحويل الطاقة المستقبلة من شكل إلى آخر . مثال الهاتف النقال : يتم تحويل الطاقة الصوتية إلى طاقة كهربائية ثم إلى طاقة صوتية .
يتألف نظام معالجة المعلومات لدى الإنسان من ثلاث مكونات أساسية :
     * الذاكرة الحسية ( ما تأتي به الحواس ) .
   * الذاكرة قصيرة المدى أو الذاكرة العاملة ( الترميز) RAM
   * الذاكرة طويلة المدى: كما هو الشأن في الحاسوب ROM
العمليات الأساسية لنظام معالجة المعلومات :
1. الاستقبال
2. الترميز.
3. التخزين.
 - 4الاسترجاع .
  5- النسيان


سابعاً. نظرية بياجيه:
تعد نظرية بياجي إحدى النظريات المعرفية النمائية ، فهي تفترض أن إدراك الفرد لهذا العالم و أساليب تفكيره حياله تتغير من مرحلة عمرية إلى أخرى .
تأثر بياجي بعدد من العلماء و الفلاسفة ( كانط : نظرية المعرفة = الإبستمولوجيا ) من حيث أن معرفة أي شيء في هذا العالم تتطلب وجود معرفة سابقة تتعلق بالزمان و المكان والعمق . اتفق مع الجشطالتية حول مفهوم كلية الإدراك .
و أصدر عددا كبيرا من المؤلفات حول النمو العقلي بناء على ملاحظاته و دراساته على أطفاله .
نظرية بياجيه في النمو المعرفي:
عوامل النمو :
-  النضج.
-  التفاعل مع العالم المادي.
-  التفاعل مع العالم الاجتماعي.
-  عامل التوازن.
العمليات الأساسية في النمو :
يرى بياجيه أن عملية التوازن هي العامل الحاسم في النمو العقلي ، فهي عملية ديناميكية نشطة تلازم الفرد خلال عمليات تفاعله مع العالم ، ومن خلالها يسعى الفرد إلى التخلص من حالات الاضطراب أو الاختلال ليصل إلى حالة من الاتزان بين بنائه المعرفي و العالم ، و تشمل عملية التوازن على قدرتين فطريتين هما :
 قدرة التنظيم:
هي نزعة فطرية تمكن الفرد من تنظيم خبراته وعملياته المعرفية في بنى معرفية نفسية. فالتنظيم ينطوي على عمليات الجمع و الترتيب و إعادة التشكيل و الإنتاج للأفكار و الخبرات لتصبح نظاما معرفيا متكاملا .
قدرة التكيف:
نزعة فطرية تمكن الفرد من التأقلم والتعايش مع البيئة. و يمثل التكيف الهدف النهائي لعملية التوازن ، و يحدث من خلال عمليتين هما :
            * عملية التمثل: تتضمن تعديل الخبرات الجديدة بما يتناسب مع الأبنية المعرفية الموجودة لدى الفرد . فهي تغيير في هذه الخبرات لتصبح مألوفة . فعندما نتمثل خبرة ما ، فهذا يعني أننا نعدل في هذه الخبرة لتتلاءم مع ما هو موجود لدينا .
            * عملية التلاؤم: يشير المفهوم إلى عملية تغيير أو تعديل البنى المعرفية الموجودة لدى الفرد لتتناسب مع الخبرات الخارجية ، و بذلك تطور الخبرات و أساليب التفكير . فهي عملية معاكسة لعملية التمثل و مكملة لها .
مراحل النمو المعرفي:
1. مرحلة الحس حركية.           
2. مرحلة ما قبل العمليات.
3. مرحلة العمليات المادية.
4. مرحلة العمليات المجردة.

 انتهى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق